أصبح من المألوف أن نشاهد نفس الأسماء في كل موسم رمضاني، وكأنها محجوزة مسبقًا للبطولات الرئيسية.
نفس الممثلين نفس الأداء وأحيانا حتى نفس القصص مع تغيير طفيف في التفاصيل. هل نحن أمام أزمة صناعة أم أن هناك تواطؤ بين المنتجين والقنوات والممثلين لإبقاء الوضع كما هو، ولو على حساب الجودة والإبداع ؟ هذا الأمر يطرح علامات استفهام حول آليات الاختيار، خاصة مع غياب التجديد ومنح الفرصة لوجوه شابة قد تضيف لمسة مختلفة إلى الدراما المغربية.
المنتجون غالبًا ما يبررون ذلك بأن هذه الوجوه مألوفة لدى الجمهور وتحقق نسب مشاهدة مرتفعة، لكن هل هذه قاعدة فنية سليمة، أم أنها مجرد ذريعة للحفاظ على دائرة مغلقة من الممثلين الذين يتمتعون بعلاقات قوية داخل الوسط الفني؟
هناك من يرى أن استمرار نفس الأسماء في الظهور هو نتيجة تواطؤ بين الإنتاج والتسويق، حيث تعتمد شركات الإنتاج على الممثلين "الآمنين" لضمان نجاح الأعمال تجاريًا. هؤلاء الممثلون لا يحتاجون إلى تقديم أداء استثنائي، بل يكفي أنهم أصبحوا "علامة تجارية" قادرة على جذب المشاهدين.
هذا الوضع يُضعف التنافسية داخل المجال الفني، حيث لا يُمنح الجيل الجديد فرصة لإثبات نفسه، مما يؤدي إلى ركود إبداعي ينعكس على جودة الإنتاجات التلفزيونية.
في بعض الأحيان، يكون الجمهور نفسه جزءًا من المشكلة، حيث يميل إلى متابعة الوجوه التي اعتاد عليها، ويرفض المغامرة بأعمال جديدة تحمل ممثلين غير مألوفين. هذه العقلية تجعل القنوات تتردد في التغيير، خوفًا من خسارة نسب المشاهدة والإعلانات.
ما يحدث في الدراما الرمضانية المغربية ليس مجرد مصادفة، بل هو نتيجة نظام إنتاجي يُكرّس الاحتكار ويقلل من فرص التجديد. وبينما تستمر نفس الوجوه في احتلال الشاشة، يبقى السؤال: متى سنرى تحولًا حقيقيًا في صناعة الدراما المغربية، حيث يُمنح الإبداع الفرصة التي يستحقها؟


