تناسلت في السنوات الأخيرة ظاهرة حفر آبار بالليل داخل تراب إقليم سيدي بنور بصفة عامة، وداخل المجال الحضري لمدينة الزمامرة، وتراب دائرة الزمامرة بصفة خاصة، بحيث تتدخل الزبونية والمحسوبية، وضغوطات من أجل التحايل على القانون، والتزام السلطات المحلية واعوان السلطة الصمت دون التدخل لتطبيق القانون ومنع حفاري الآبار من القيام بأشغالهم.
أكثر من ذلك، إن حفاري الآبار نسجوا علاقات متينة مع السلطات المحلية باستعمال الزبونية والمحسوبية قصد السماح لهم بعمليات الحفر ليلا حتى لا ترصدهم أعين المسؤولين والمواطنين.
وبالتالي، فإن عمليات الحفر العشوائي لهذه الآبار دون احترام المسافات القانونية المسموح بها.
وفي بعض الأحيان يتم حفر الآبار داخل مساكن سكنية قريبة من بعضها البعض، يهدد الفرشة المائية الباطنية في ظل أزمة الجفاف التي تمر منها بلادنا.
والخطير في الأمر، أن عملية حفر الآبار التي تتم داخل الأحياء السكنية الراقية وخاصة بالفيلات، ينتج عنه صداع وضجيج في الليل يمنع السكان من النوم، ويؤثر على البنية التحتية للمنزل، ويؤدي إلى ظهور تصدعات وشقوق بهذه المنازل، ويجعلها مهددة بالسقوط مع مرور الزمن.
والغريب، أن بعض المسؤولين في السلطة المحلية يسكنون بالقرب من هذه المساكن التي تتم فيها عملية حفر الآبار في الليل ولا يحركون ساكنا، وكأنهم متواطئون مع حفاري الآبار عن طريق الزبونية والمحسوبية، ويسمحون لهم بالحفر بالليل حتى لا تلتقطهم أعين وآذان المسؤولين والسكان.
هذا في الوقت الذي يتم فيه منع اشخاص آخرين من الحفر بسبب عدم استعمالهم لغة الزبونية والمحسوبية لتسهيل أمرهم، مع العلم أن بعض المساكن التي هي في طور البناء الجديد حفرت بها آبار مؤخرا.
فهل سيتم تحريك المسطرة القانونية في حق أصحابها، وهل سيتم منح أصحابها رخصة السكن لا سيما أن حفر البئر غير موجود في تصميم بناء المنزل؟
ونظرا لكثرة عمليات حفر الآبار فهل سيتدخل عامل إقليم سيدي لفتح تحقيق في مجموعة من الآبار التي حفرت مؤخرا بمدينتي سيدي بنور والزمامرة لا سيما ببعض الأحياء السكنية الراقية (الفيلات)، وأيضا داخل تراب بعض الجماعات الترابية للإقليم؟
للإشارة، ففي إطار محاربة البناء العشوائي وحفر الآبار اوقف عامل إقليم سيدي بنور مؤخرا عوني سلطة من رتبة شيخ قروي يعملان بتراب جماعة الجابربة قيادة امطل، ومقدم قروي يعمل بجماعة بوحمام قيادة بوحمام في حين تم إحالة آخرين على المجلس التأديبي، علما أن لائحة التوفيقات يمكن أن تكون ثقيلة لو تم تفعيل آليات المراقبة في باقي المناطق داخل تراب إقليم سيدي بنور، لا سيما بمدينة الزمامرة ودائرة الزمامرة.


