أثار الإعلان عن إنتاج مسلسل يحمل اسم "قيصر" موجة كبيرة من الجدل في الأوساط السورية، خاصة بعد أن تبيّن أن العمل لا علاقة له بالقضية التي باتت معروفة عالميًا، والمتعلقة بالضابط المنشق فريد المذهان، الذي سرّب آلاف الصور لمعتقلين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري السابق.
ومع تصاعد الغضب الشعبي، أصدرت اللجنة الوطنية للدراما في سوريا قرارًا بإيقاف تصوير المسلسل بشكل مؤقت، مشيرة إلى أنه سيتم تغيير الاسم وإعادة النظر في قائمة الممثلين المشاركين فيه. وأكدت اللجنة في بيانها أن العمل لا يتناول قضية "قيصر" التي هزّت الضمير العالمي، بل يتّجه في مسار درامي مختلف.
جاء هذا القرار بعد ساعات فقط من بيان أصدره فريد المذهان نفسه عبر حسابه في "أكس"، حيث أوضح أنه لم يمنح أي إذن أو تفويض لإنتاج عمل فني يحمل اسمه أو يتناول قصته. وشدد على أن "قيصر" ليس مجرد اسم، بل رمز لمرحلة تاريخية من معاناة الشعب السوري، وأن أي استخدام لهذا الاسم يجب أن يكون مسؤولًا ومدروسًا.
وأضاف المذهان أن أي عمل درامي أو سينمائي يستلهم قصته دون إذنه يتحمّل تبعاته القانونية والأخلاقية، في إشارة إلى إمكانية ملاحقة القائمين على المسلسل قضائيًا في حال لم يتم التراجع عن المشروع أو تغييره جذريًا.
في ظل تصاعد ردود الفعل، سارعت الشركة المنتجة إلى تقديم اعتذار رسمي، مؤكدة أنها ستُعيد النظر في اسم المسلسل وأسماء الممثلين المشاركين فيه. غير أن الجدل لا يزال قائمًا، حيث يرى البعض أن أي محاولة لاستغلال اسم "قيصر" في السياق الفني يجب أن تكون مدروسة بعناية، خاصة أن القضية التي يحملها الاسم لا تزال حساسة وتمسّ جراحًا لم تندمل بعد.


