بلانكا تيڤي
اختيار الآية: ختْم الخطاب بآية ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هٰذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ يربط بين العبادة والشكر على نعمتَي الرزق والأمن، وهما محور الرسالة الملكية.
إسقاط «أطعمهم من جوع»: الملك استعرض إنجازات اقتصادية كزيادة الصادرات الصناعية، الارتقاء إلى فئة “التنمية البشرية العالية”، ومشاريع الماء والقطار. الآية تضع هذه المكاسب في إطار نعمة إلهية تستحق الشكر وتستدعي المحافظة عليها بتجديد الولاء.
إسقاط «آمنهم من خوف»: الخطاب أكد الأمن الداخلي (الإشادة بالقوات المسلحة) والاستقرار المؤسسي (الانتخابات في موعدها)، وأشار إلى الأمن الخارجي عبر مبادرة الحكم الذاتي ومدّ اليد للجزائر. الآية تُضفي قداسة على مفهوم الأمن وتبرز أنه شرط لازدهار الأمة.
ترسيخ الشرعية: المزج بين النص القرآني والخطاب السياسي يعزز شرعية الحكم؛ فالملك يظهر كضامن للنعم الإلهية (الأمن والرزق) وكحَفِيٍّ على صونها، ما يعمّق رابطة البيعة ويثبط أي دعوات للفرقة.
وحدة الوطن: عبارة «ربّ هذا البيت» تُماثِل رمزيًّا بين الكعبة والوطن/العرش، فتوحّد المواطنين حول “البيت” المغربي تحت القيادة الملكية. هذا ينسجم مع دعوة الملك لرفض «مغرب بسرعتين» ولتبني تنمية مجالية متكاملة.
رسالة اجتماعية: بعد تعداد البنى التحتية، يُذكّر الملك بأن التنمية لا قيمة لها إن لم تُحسّن معيشة كل الفئات. الآية تدعم هذا المنطق عبر التشديد على تلازم النعمتين: إشباع الحاجة المادية وضمان الطمأنينة.
بُعد خارجي ضمني: إبراز الأمن كنعمة ربانية يوجّه خطاباً غير مباشر للجزائر والمجتمع الدولي؛ فالتعاون يضمن الأمن المشترك ويفتح باب الازدهار للجميع.
خاتمة بلاغية: الآية تعمل كخاتمة روحية‑سياسية تختزل مضمون الخطاب في دعوتين: شكر الله عبر عبادة جامعة (البيعة والوحدة)، واستثمار النعم عبر استمرار الإصلاحات والتنمية الشاملة.
بهذه النقاط، يتضح أن الآية لم تكن مجرد تزويق ديني، بل أداة بلاغية مكثفة تلخّص فلسفة الخطاب: الأمن والرزق أساس شرعية الحكم ومشروعية المشروع التنموي المغربي.